الاثنين، ٢٤ كانون الثاني ٢٠١١

حفاضًا على القضية


حفاضًا على القضية!

نزولا عند أمر العقيد الذي لا يستطيع أي مُخرج أن يخفيه من حارتنا الشرق أوسطية، معمر القذافي، وضّح الله مخارج حروفه، قمت قبل شهور تسعة، وفورًا عقب النداء الموجه منه لوفد متابعتنا نحن الجماهير العربية، بالمساهمة للمرة الثانية في توجيه ضربة قاصمة للمشروع الصهيوني، وفي عقر بيته-بيتينو. ملتزم بحماس شبابي بتوجيه عظيم الأمة، ومؤمن أشد إيمان بأن مقاومة أنستاسيا ميخائيلي والدولة الديموغرافية الوحيدة في الشرق الأوسط لن تبلغ أهدافها إلا بتخصيب القنبلة المنوية الموقوتة الكامنة فينا، سأقف بعد أيام، لن تتعدى العشرين، في مستشفى بني صهيون الحيفي، في يساري كاميرا ديجيتالية (10 ميغا بيكسل، للبيع) وفي يميني كاميرة فيديو بيتية، لأوثق ولادة من سيجهز على حريتي فداء للمشروع التحرري الأجلّ.

وبالرغم من مشاعر الفرح المشوب بالرعب والترقب، إلا أنني أشعر لسبب ما بأنني خُدعت، وبأن الوفد القيادي التمثيلي الذي عاد من الجمهورية الليبية محملاً بالدعوة إلى التكاثر، أهمل إلى حد مريب الخطوات التنفيذية الضرورية والحتمية لتوليد هذا المشروع. فمع أنني متابع للمتابعة واجتماعاتها، لم أسمع حتى يومنا هذا عن إقامة لجنة أو جمعية تدير هذا المشروع التحرري أمام الحكومة الليبية الشقيقة، من حيث تخصيص الموارد والدعم المعرفي والصحي ول ول. إذا كان وفدنا قد أغفل هذا النداء لسبب تافه مثل النزاعات الحزبية والفئوية، فليعلم أن كل المسؤولية الآن تقع على أكتافه التعددية. في حينه وقفتم في ظل خيمته وصفقتم له في ختام كلمته حتى احمرّت أكفّكم وصارت مثل لون وجنات بعضكن، ثم تفرقتم كل إلى مشغلاته، فماذا يفعل الآن آلاف المناضلين المطيعين الذي لبوا نداء التحرير؟!



أرى، من باب التمني لا أكثر، أن تلتئم القيادات حالا وسريعا قبيل انقضاء المدة التي تمنحها الطبيعة عادة لوصول أول فوج، وأقترح لغرض إضفاء أجواء ملائمة وملزمة أن يعقد الاجتماع الاستثنائي في مجمع "ماي بيبي" اليركاويّ– قِبلة الحوامل الذي لا يكتمل الفرح من دون الحج إليها تسع مرات كأدنى حد. هناك، في الاجتماع الذي لن يعقد، سيكون بوسع قياداتنا الفقيرة ماديا أن تعوض عن فقرها بنقل خبراتها ومواهبها الشخصية إلى الأهل؛ فمثلاً، من المؤكّد أننا سننهل من معرفة د. زحالقة في الصيدلة (وجع الرأس هو عنوان المرحلة)، أما الشيخ الفحمي سيكون خير مدرسة في تحمل مشقات الحبس المنزلي، والشاطر يفهم...


سؤال مشروع!

لكن عتبي الأكبر هو عليك يا نيافة العقيد، ذلك أن في أيامنا هذه لم يعد مشروع التحرر الذي طرحته ميسرا وسهلا ككلام الخطب الصحراوية كما تعتقد، فمشروع التحرر هذا بحاجة لحفاض يضبط إفرازاته ويؤطّرها، ومشروع التحرر هذا بحاجة لأياد متفرغة لتطبطب ولمستحضرات علمية لتطبِّب الغازات المكتشفة في باطنه، ومشروع التحرر هذا بحاجة للمراهم المخففة للتهيجات، فهل يرضى عقيدنا بمشروع تحرر يعاني من "الصمات"؟! ألا يكفينا مشروع أبي مازن؟














الثلاثاء، ١٨ كانون الثاني ٢٠١١